روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | تحية العام الهجري 1339 (قصيدة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > تحية العام الهجري 1339 (قصيدة)


  تحية العام الهجري 1339 (قصيدة)
     عدد مرات المشاهدة: 3541        عدد مرات الإرسال: 0

يَا ذا الهِلالَ، عَنِ الدُّنيَا أَوِ الدِّينِ *** حَدِّثْ، فإنَّ حَدِيثًا مِنكَ يَشفِينِي

طَلَعتَ كالنُّونِ لاَ تَنْفَكُّ في صِغَرٍ *** طِفلًا، وَإنَّكَ قدْ شَاهَدتَ ذَا النُّونِ

سَايَرْتَ نُوحًا وَلَمْ تَركَبْ سَفِينَتَهُ *** وَأنتَ أَنتَ فتًى فِي عَصرِ زبلِينِ

حدِّثْ عنِ الأَعصُرِ الأُولَى لِتُضحِكَنِي *** فإنَّ أَخبَارَ هذا العَصرِ تُبكِينِي

خبِّر مُلُوكًا ذَوِي عِزٍّ وأُبَّهَةٍ *** أنَّ المُلُوكَ وإنْ عزُّوا إِلى هُونِ

وَارمُقْ بِطَرْفكَ مِن بَغدادَ دَاثِرَها *** وَاندُبْ بِها كُلَّ مَاضِي العَزمِ مَيمُونِ

سَلْهَا تُخبِّرْكَ كَم ضمَّتْ مَقابرُها *** مِن ذِي حِفَاظٍ وَبذلٍ غَيرِ مَمنُونِ

سَلْهَا عنِ المَسجدِ المَعمُورِ جَانِبُهُ *** بِالعِلمِ وَالخَيرِ وَالآدَابِ وَالدِّينِ؟

وَسَلْ زُبَيدَةَ عَن قَصرٍ تبوَّأَهُ *** بَعدَ الأَمينِ حُسَامُ الشَّهمِ مَأمُونِ؟

سَلْهَا عنِ الجَيشِ جَيشِ اللهِ: أَينَ مَضَى؟ *** وَكيفَ جُرِّدَ مِن ماضٍ وَمَسنُونِ؟

أَخلَى مَنَابِرَهَا مَن فِي مَقَابِرِها *** مِن كُلِّ مُتَّضِحِ الآثَارِ مَدفُونِ

وَقَبْلَهَا ابْكِ دِمَشقًا، إنَّها فُجعَتْ *** بِسادَةٍ عَمَرُوا الدُّنيَا أَساطِينِ

وَسَلْ مُعاوِيَةً عَن شَاتِمِيهِ، فَكَمْ *** عَفَا وَأعطَى بِرَأيٍ غَيرِ مَرْصُونِ

يَأْسُو جُرُوحَ مَقالٍ لَيسَ يُؤْلِمُهُ *** بِالمَالِ، وَالمالُ مِن أَجدَى القَرَابِينِ

هِيَ السِّياسَةُ تَأليفٌ وَبَذلُ نَدًى *** وَالرِّفقُ وَاللِّينُ، كُلُّ المَجدِ في اللِّينِ

هِيِ التي حُكمُهَا بَينَ القُلُوبِ لَهُ *** عَلَى رِقَابِ الوَرَى أَمْضَى القَوَانِينِ

وَعَهدَ طَيْبَةَ فاذكُرْ فِيهِ كلَّ فتًى *** جَمِّ الرَّمادِ مِنَ الشُّمِّ العَرَانِينِ

واذكُرْ لَيَاليَ لِلفارُوقِ أَرَّقَهُ *** فِيهَا التُّقَى وَحَنَانٌ بِالمَسَاكينِ

وكَمْ تفَجَّرَ فيها المُصطَفَى كَرَمًا *** عَطْفًا وَرِفقًا بِبَادِي الفَقرِ مَحزُونِ

إنِّي بَكَيتُ عَلى مَاضٍ تكَفَّل لِل *** مَجدِ الأَثِيلِ بِفَخرٍ غَيرِ مَمْنُونِ

أحِبَّتِي، ودُعَاءُ الحُبِّ مَرْحَمَةٌ *** لا يَحْزُنَنَّكُمُ بالنُّصحِ تَلقِينِي

فَرُبَّ قَولٍ غَلِيظِ اللَّفظِ بَاطِنُهُ *** رُحْمَى وَلِينٌ بفَظِّ الرُّوحِ مَقرُونِ

تَرضَونَ بِالدُّونِ وَالعَلْياءُ تُقْسَمُ، لا *** تَدِينُ يَومًا لِراضِي النَّفسِ بِالدُّونِ

وَالمَجدُ يَنأَى فَلا تَدنُو مَرَاكِبُهُ *** مِنَ الجَبَانِ، وَلا يَنْقادُ بِالهُونِ

تَفَرُّقٌ وَتَوانٍ وَاتِّباعُ هوًى *** إنَّ الهَوَى لَهَوانٌ غَيرُ مَأمُونِ

وَالحَادِثَاتُ تُرِيكمْ غَيرَ آلِيَةٍ *** أنَّ التَّقاطُعَ مِن شَأنِ المَجَانينِ

فَلا اعتِبَارَ، وَلا رُقْبَى لِنَازِلةٍ *** وَلا احتِيَاطَ وَلا رُحمَى لِمَغْبُونِ

بُلِيتُمُ، وبَلاَيا الدَّهرِ إنْ نَزَلتْ *** فَالصَّبرُ يَكشِفُ مِنها كلَّ مَدفُونِ

بأُمَّةٍ جَهِلَتْ طُرْقَ العَلاءِ، فَلَمْ *** تَسْبِقْ لِغَايَةِ مَعقُولٍ وَمَخْزُونِ

فَلِلمَدَارسِ هِجرَانٌ وَسُخرِيَةٌ *** وَفِي المَتَاجرِ ضَعْفٌ غَيرُ مَوزُونِ

وَلِلمَفَاسدِ إسْرَاعٌ وَتَلبِيَةٌ *** وَلا التِفَاتَ لِمَفرُوضٍ وَمَسنُونِ

والنَّاسُ في القَطرِ أَشْيَاءٌ مُلَفَّفَةٌ *** فَإنْ تَكَشَّفْ فَعَنْ ضَعفٍ وَتَوهِينِ

فَمِن غَنِيٍّ فَقِيرٍ مِن مُرُوءَتِهِ *** ومِن قوِيٍّ بِضَعفِ النَّفسِ مَرهُونِ

ومِن طَلِيقٍ حَبِيسِ الرَّأيِ مُنقَبِضٍ *** فَاعجَبْ لِمُنطَلِقٍ في الأَرضِ مَسجُونِ

وَآخَرٌ هُوَ طَوعُ البَطنِ، يَبرُزُ فِي *** زِيِّ المُلُوكِ وَأخْلاقِ البَرَاذِينِ

وَهيكَلٍ تَبِعَتهُ الناسُ عنْ سَرَفٍ *** كالسَّامِرِيِّ بِلا عَقلٍ وَلا دِينِ

يَحتَالُ بالدِّينِ لِلدُّنيَا فَيَجمَعُهَا *** سُحْتًا، وَتُورِدُهُ في قَاعِ سِجِّينِ

أحِبَّتي، هيَ نَفْسٌ هَاجَ هائِجُها *** مِنَ الشُّجُونِ، فَلَمْ تَبخَلْ بِمَكنُونِ

هَزَزْتُ مِنكُمْ سُيُوفًا في مَضَارِبِها *** عَونُ الصَّرِيخِ وَإِرهَابُ المَطَاعِينِ

إنَّ الحَيَاةَ لَمِضمَارٌ، إذَا ازْدَحَمتْ *** بِها الرِّجالُ تُرَدِّي كُل َّمَفتُونِ

لهَا وَسائلُ إنْ شُدَّتْ أَوَاصِرُها *** تَبَيَّنَ المَجدُ فِيهَا أيَّ تَبْيينِ

تَوَاضعٌ وتأَنٍّ واتِّبَاعُ نُهًى *** وَالصَّبرُ وَالحَزمُ أَزكَى فِي المَوازِينِ

فَأَحسِنُوا، إنَّما الإحْسَانُ وَاسِطَةٌ *** لِلعامِلِينَ بهِ مِن كُلِّ تَمكِينِ

ثُمَّ انشُرُوا مِن شَريفِ العِلمِ أَنفَعَهُ *** فإنَّما هُوَ مَبنَى كُلِّ تَمدِينِ

العِلمُ زَينٌ، وَبِالأَخلاقِ رِفْعَتُهُ *** إِنْ قَارَنَتهُ بَدا فِي خَيرِ تَزيِينِ

إنَّ الخَلائقَ إنْ طَابتْ مَنَابتُهَا *** كانَتْ لِكَسبِ المَعَالِي كَالبَرَاهِينِ

الكاتب: عبدالله محمد عمر البنا.

المصدر: موقع الألوكة.